انخفضت أسعار النفط بنسبة 2% في نهاية تعاملات اليوم الثلاثاء 15 أغسطس/آب (2023)، وسط مخاوف من ركود اقتصادي قد يحدّ من الطلب بعد صدور بيانات صينية.
وواصلت أسواق النفط نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، بعد أن أظهرت بيانات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين أن الاقتصاد شهد حالة من التباطؤ في يوليو/تموز الماضي.
ولم يكن خفض بكين غير المتوقع لأسعار الفائدة الرئيسة جوهريًا بما يكفي لتجديد الانتعاش المتعثر في البلاد، بعد تفشّي وباء كورونا.
وكانت أسعار النفط قد شهدت جلسة متقلبة أمس الإثنين 14 أغسطس/آب، إذ تحركت إلى أعلى وأسفل لأكثر من مرة على مدار التعاملات، ولكنها حافظت على مستواها الأخير فوق حاجز الـ86 دولارًا للبرميل، وكان الصعود والهبوط في حدود 30 سنتًا.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت -تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2023- بنسبة 1.53% (1.32 دولارًا)، مسجلًا 84.89 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم سبتمبر/أيلول 2023- بنسبة 1.84% (1.52 دولارًا)، ليسجل نحو 80.99 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ساعدت تخفيضات الإمدادات من جانب المملكة العربية السعودية وروسيا، وهي جزء من تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك) وحلفاء من الخارج، في تحفيز ارتفاع أسعار النفط على مدى الأسابيع الـ7 الماضية.
تحليل أسعار النفط
أظهرت بيانات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين اليوم الثلاثاء 15 أغسطس/أب أن الاقتصاد قد تباطأ أكثر في الشهر الماضي، مما زاد الضغط على النمو المتعثر، ودفع السلطات إلى خفض معدلات السياسة الرئيسة لتعزيز النشاط الاقتصادي.
قال المحلل من شركة بي في إم، جون إيفانز، إنه عندما تبدو سوق النفط مرتاحة، غالبًا ما تكون الصين هي العامل الأول في إطفاء الحرائق، مما يخيّب آمال أولئك الذين يحلمون بأسعار أعلى من 90 دولارًا، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
جاء تراجع أسعار النفط مع تحرّك بكين لإنقاذ اقتصادها المتعثر، من خلال تحريك بنك الصين الشعبي سعر الفائدة على 401 مليار يوان (55.3 مليار دولار)، في تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل لمدة عام واحد لبعض المؤسسات المالية، بمقدار 15 نقطة أساس إلى 2.5%.
وعلى الرغم من البيانات الضعيفة بشأن الاقتصاد، أظهرت شهية الصين للنفط مرونة، إذ ارتفع إنتاج المصافي في البلاد خلال الشهر الماضي بنسبة 17.4%، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي 2022، وأبقت المصافي إنتاجها مرتفعًا لتلبية الطلب على السفر المحلي والاستفادة من هوامش الربح الإقليمية، من خلال تصدير الوقود.
قال رئيس الأبحاث لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في بنك “آي إن جي”، روبرت كارنيل، إن السوق كانت تتوقع أن ينتظر بنك الشعب الصيني حتى سبتمبر/أيلول المقبل قبل أن يتراجع، في حين تشير التخفيضات اليوم إلى تزايد قلق السلطات بشأن حالة الاقتصاد الكلي.
وبينما دعمَ الإقراض أسعار النفط، شهد الاقتصاد الياباني نموًا أسرع من المتوقع خلال المدة بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران، إذ ساعدت صادرات السيارات السريعة ووصول السياح على تعويض التباطؤ الناجم عن تباطؤ انتعاش المستهلك بعد انتهاء جائحة كورونا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
في الوقت نفسه، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الإثنين، أن إنتاج النفط والغاز الطبيعي من أكبر المناطق المنتجة للغاز والنفط الصخريين في الولايات المتحدة من المقرر أن ينخفض في سبتمبر/أيلول للشهر الثاني على التوالي إلى أدنى مستوياته منذ مايو/أيار 2023.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply