تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الجمعة 29 سبتمبر/أيلول (2023) لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي وسط مخاوف من ركود اقتصادي قد يحد من الطلب.
وعلى الرغم من التراجع تتجه أسعار الخام صوب تحقيق مكاسب بنسبة 2% هذا الأسبوع مدفوعة بشح الإمدادات الأميركية وتوقعات بطلب قوي على الوقود في الصين خلال عطلة الأسبوع الذهبي.
كانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الخميس 28 سبتمبر/أيلول على تراجع بنحو 2%، مع موازنة المستثمرين للمخاوف المتعلقة بنقص الإمدادات مقابل تنامي التوقعات بأن الاقتصادات الغربية الرئيسة ستحافظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول لمعالجة التضخم.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:29 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:29 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2023- بنسبة 0.35%، ليصل إلى 95.05 دولارًا للبرميل.
في المقابل، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم نوفمبر/تشرين الثاني 2023- بنسبة 0.02%، ليصل إلى 91.73 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
تلقت أسعار النفط دعمًا هذا الأسبوع من تراجع مخزونات النفط في الولايات المتحدة بمقدار 2.2 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي 22 سبتمبر/أيلول 2023، ليصل الإجمالي إلى 416.3 مليون برميل، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الصادرة يوم الأربعاء.
تحليل أسعار النفط
بعد قفزة بنسبة 30% تقريبًا في أسعار النفط خلال الربع الثالث من العام الجاري مسجلة أعلى مستوياتها خلال عام، ينتظر المحللون لمعرفة ما إذا كانت المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط، قد تتطلع إلى زيادة العرض.
وقال محللو مصرف آي إن جي في مذكرة للعملاء: “كافح خام برنت للتمسك بالمكاسب التي حققها في الجزء الأول من جلسة التداول.. من المحتمل أن يكون هناك إحجام بين المشاركين في الارتفاع أكثر من اللازم في الوقت الحالي مع وجود السوق بشكل واضح في منطقة التشبع الشرائي”.
وأضافوا: “هناك أيضًا قلق محتمل من أن تبدأ أوبك+، وعلى وجه التحديد المملكة العربية السعودية، في تخفيف التخفيضات في وقت أبكر من المقرر إذا ارتفعت أسعار النفط كثيرًا”، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ومن المقرر أن تجتمع لجنة وزارية من منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” وحلفائها، المعروفين باسم أوبك+، في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول .
وقال محللو مصرف أستراليا الوطني في مذكرة للعملاء: “سيكون اجتماع أوبك الأسبوع المقبل بمثابة تحديث رئيس للسوق مع تزايد احتمال خفض تخفيضات الإمدادات الطوعية من أرامكو”.
الطلب على النفط
أدى تحسن بيانات الاقتصاد الكلي من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، إلى جانب الطلب القوي على الوقود مع بدء البلاد عطلة الأسبوع الذهبي التي تستمر أسبوعًا يوم الجمعة، إلى الحد من انخفاض أسعار النفط.
وقال محللو إيه إن زد في مذكرة للعملاء: “إن زيادة السفر الدولي خلال عطلة الأسبوع الذهبي تعزز الطلب الصيني على النفط”.
ومن المتوقع أيضًا أن يعزز السفر الداخلي الطلب، إذ تظهر البيانات الواردة من تطبيقات حجز رحلات الطيران أن متوسط عدد الرحلات اليومية المحجوزة أعلى بمقدار الخمس مقارنة بالأسبوع الذهبي في عام 2019، قبل فيروس كورونا.
أظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز أن نشاط المصانع في الصين من المرجح أن يستقر في سبتمبر/أيلول، مما يضيف إلى سلسلة من المؤشرات التي تشير إلى أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم بدأ في الاستقرار، وهو ما قد يعزز الطلب بشكل أكبر.
أظهرت بيانات يوم الخميس أن الاقتصاد الأميركي حافظ على وتيرة نمو قوية إلى حد ما في الربع الثاني ويبدو أن النشاط تسارع في هذا الربع مما يشير إلى طلب صحي محتمل على الوقود.
قدمت خلفية الإمدادات المحدودة في الولايات المتحدة مزيدًا من الدعم لأسعار النفط، إذ وصل التخزين في كوشينغ، أوكلاهوما، نقطة التسليم للعقود الآجلة للخام الأميركي، إلى أدنى مستوياته منذ يوليو/تموز 2022.
ومن المتوقع أن يتباطأ إنتاج النفط الأميركي أيضًا بسبب انخفاض عدد منصات الحفر، وقد يؤدي انخفاض العرض والطلب العالمي القياسي البالغ 103 مليون برميل يوميًا إلى دفع السوق إلى عجز يزيد عن مليوني برميل يوميًا في الربع الأخير.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply