تحولت أسعار النفط للارتفاع خلال تعاملات اليوم الأربعاء 5 يونيو/حزيران (2024)، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها في الجلسات السابقة بعد أن أظهرت بيانات أميركية انخفاض فرص العمل في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في أبريل/نيسان، الأمر الذي قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم وتعزيز الحاجة إلى خفض أسعار الفائدة.
وحامت أسعار الخام قرب أدنى مستوياتها في 4 أشهر في آسيا مع استيعاب الأسواق قرار أوبك+ زيادة الإمدادات في وقت لاحق هذا العام، وفي أعقاب زيادة مخزونات الخام والوقود الأميركية.
واتفق تحالف أوبك+، خلال اجتماعه الأحد الماضي، على تمديد معظم تخفيضات إنتاج النفط البالغة 5.86 مليون برميل يوميًا، أو نحو 5.7% من الطلب العالمي حتى عام 2025، لكنه ترك مجالًا لإلغاء التخفيضات الطوعية من 8 أعضاء تدريجيًا، بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها أمس الثلاثاء 4 يونيو/حزيران على تراجع بأكثر من 1%، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الرابعة على التوالي، وسط مخاوف من تراجع الطلب.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 12:28 مساءً بتوقيت غرينتش (03:28 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، لشهر أغسطس/آب 2024، بنسبة 0.57%، لتصل إلى 77.93 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، لشهر يوليو/تموز 2024، بنسبة 0.53%، لتصل إلى 73.64 دولارًا للبرميل، وفق البيانات التي تتابعها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكان الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) قد أنهيا جلسة أمس الثلاثاء على خسائر بنسبة 1.2% و1.3% على التوالي عند أدنى مستوياتهما منذ أوائل فبراير/شباط.
تحليل أسعار النفط
قال المحلل في شركة بي في إم أويل، تاماس فارغا: “بيانات الوظائف الأميركية تشير إلى سوق عمل أكثر ليونة، ما يدعم خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة في سبتمبر/أيلول”.
من جانبه، قال المحلل في بنك يو بي إس السويسري (UBS)، جيوفاني ستونوفو، الذي لا يزال متفائلاً بشأن التوقعات بأن نمو إمدادات النفط سيتخلف عن نمو الطلب خلال الأشهر المقبلة: “هناك حاجة إلى تجدد عمليات سحب المخزونات لدفع أسعار النفط إلى الارتفاع”.
انخفضت أسعار النفط خلال اليومين الماضيين في أعقاب أنباء عن خطط تحالف أوبك+ لزيادة الإمدادات بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول، على الرغم من المؤشرات الأخيرة تميل إلى ضعف نمو الطلب.
وقالت رئيسة أبحاث السلع الأساسية في آر بي سي (RBC)، هيليما كروفت: “ما يزال خام برنت تحت الضغط مع استمرار بعض أركان السوق في النظر إلى الجدول الزمني المقترح لتقليص التخفيضات الطوعية الذي اقترحته أوبك بوصفه التزامًا ملزمًا بزيادة 500 ألف برميل يوميًا في الربع الرابع من عام 2024، بغض النظر عن توقعات النفط الأساسية أو المعنويات التي تأتي في نهاية الصيف”.
ومع ذلك، قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن أوبك+ سيوقف مؤقتًا تفكيك التخفيضات أو يعكسها إذا لم يكن الطلب قويًا بما يكفي لاستيعاب المزيد من البراميل.
وأشارت كروفت إلى أن “القصد كان دائمًا هو إبطاء عودة البراميل وعدم دفع السوق إلى حالة من الفوضى مع زيادة العرض”.
وفي الولايات المتحدة، ارتفعت مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير خلال الأسبوع الماضي، وفقًا لمصادر نقلًا عن أرقام معهد النفط الأميركي.
وأظهرت أرقام معهد النفط الأميركي أن مخزونات الخام زادت أكثر من 4 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 31 مايو/أيار، مقابل توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز لانخفاض قدره 2.3 مليون برميل.
وكتب محلل الطاقة المستقل تيم إيفانز، أن أرقام الخام الواردة في تقرير معهد النفط الأميركي “تمثّل مفاجأة هبوطية واضحة لأسعار النفط”.
وارتفعت مخزونات البنزين أكثر من 4 ملايين برميل، أي ضعف الزيادة التي توقعها المحللون، ومن المقرر أن تنشر إدارة معلومات الطاقة الأميركية بيانات المخزونات الرسمية اليوم الأربعاء عند الساعة 02:30 مساءً بتوقيت غرينتش (05:30 مساءً بتوقيت مكة المكرمة).
وتراقب الأسواق بيانات الأسبوع الماضي من كثب، لأنها تعكس استهلاك الوقود في فترة عطلة يوم الذكرى، وهي بداية ما يُسمى موسم القيادة في الولايات المتحدة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply