تتجه شركة أرامكو السعودية إلى رفع سعر بيع الخام العربي الخفيف المتجه إلى آسيا، خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل، في ظل توقعات بمدّ المملكة الخفض الطوعي للإنتاج ضمن إنتاج تحالف أوبك+.
وبالإضافة إلى ذلك، قد تشمل زيادة الأسعار الدرجات الأثقل من الخام العربي المتوسط والثقيل بأكثر من معدل رفع سعر الخام العربي الخفيف جدًا، حسب توقعات غالبية المشاركين في مسح أجرته رويترز، ونُشرت نتائجه اليوم (الثلاثاء 1 أغسطس/آب 2023).
وأرجع المشاركون في المسح توقعاتهم إلى زيادة أحجام الخام الخفيف المعروض، إذ يأتي رفع سعر هذه الدرجة من الخام للشهر الثالث؛ ما يُشدد القيود على الخامات عالية الكبريت “الحامضة” المعروضة، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
أسعار بيع نفط أرامكو في سبتمبر
رجّحت توقعات المسح اتجاه شركة أرامكو السعودية إلى رفع سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف، خلال الشهر المقبل، ليصل إلى 3.65 دولارًا للبرميل.
وبفرض الزيادة المقدّرة بنحو 45 سنتًا مضافة لأسعار البيع المعلنة لشهر أغسطس/آب الجاري، يفوق سعر الخام العربي الخفيف أسعار بيع الخامات في كل من سلطنة عمان ودبي، طبقًا لـ5 مصادر في قطاع التكرير.
وعادةً ما تتلقى أسعار الخام العربي الخفيف دعمًا من تحسّن هوامش التكرير في آسيا، خاصة المنتجات المكررة المتوسطة، إذ سجل متوسط أرباح مصفاة سنغافورة -التي تتولى معالجة خام دبي- أعلى مستوياته في غضون 7 أشهر خلال شهر يوليو/تموز الماضي، ليصل 10.60 دولارًا للبرميل.
وتُفصح شركة أرامكو عن أسعار بيع الخامات -رسميًا- بحلول يوم 5 من كل شهر، وتُشكّل هذه الخطوة “بوصلة” لتحديد الأسعار لدى كل من: إيران، الكويت، العراق.
وتتحكّم خطوة إعلان الأسعار الاستباقية في كميات هائلة من الخام المُتّجه إلى آسيا، والمقدّرة بنحو 9 ملايين برميل يوميًا.
تخفيضات أوبك+
ربما يتأثر المستوى السعري لبيع الخام العربي -الذي تحدده شركة أرامكو السعودية شهريًا- بقرارات تحالف أوبك+ والقرارات الطوعية للمملكة فيما يتعلق بإنتاج النفط، إذ قررت الرياض إجراء خفض طوعي قدره مليون برميل يوميًا خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.
ويُضاف هذا الخفض إلى معدل التخفيض واسع النطاق الذي شهد اتفاقًا من قبل الدول الأعضاء في تحالف أوبك+ (ويشمل الدول الأعضاء في منظمة البلدان المُصدّرة للنفط “أوبك”، وحلفاءها)، بتقليص حجم الإنتاج حتى نهاية العام الجاري 2023.
وتُشير توقعات المُحللين إلى أن السعودية قد تُمدّد خفضها الطوعي لشهر إضافي عن المدة المحددة سلفًا، ليمتدّ إلى شهر سبتمبر/أيلول المقبل، بدلًا من انتهائه الشهر الجاري.
ويترقب المهتمون بالقطاع إعلان المملكة قرارها رسميًا، بالتزامن مع الانعقاد الشهري للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف أوبك+ عقب أيام قليلة، في 4 أغسطس/آب الجاري.
وكان خفض الإنتاج الطوعي بمقدار مليون برميل يوميًا، الذي أقرّته المملكة مؤخرًا، محلّ تقدير لدى توقُّع المحللين أسعار بيع شركة أرامكو السعودية خاماتها إلى آسيا، رغم صعوبة التنبّؤ بمستويات أسعار في ظل تقلبات الأسواق.
ودفعت تخفيضات المعروض -وبصورة خاصة الخام الحامض “عالي الكبريت”- نحو تعزيز أسعار النفط بنهاية شهر يونيو/حزيران الماضي.
المعروض النفطي وفروق الأسعار
تضمنّت توقعات المحللين، خلال المسح الذي أجرته رويترز، توقعات لأسعار بيع خامات شركة أرامكو السعودية مقارنة بمتوسط أسعار بيع خامات دبي وعمان، في سبتمبر/أيلول.
وشملت تقديرات أسعار شركة أرامكو السعودية لخامات المملكة: بيع الخام العربي الخفيف جدًا بسعر يتراوح بين 2.55 و3.7 دولارًا للبرميل، والخام العربي بسعر بين 3.5 و3.7 دولارًا للبرميل، والخام العربي المتوسط بين 3.05 و3.15 دولارًا للبرميل، والخام العربي الثقيل بين 1.40 و1.50 دولارًا للبرميل.
ويقارن الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- نتائج أعمال شركة أرامكو خلال الربع الأول من عام 2020 حتى العام الجاري 2023:
ويؤدّي نقص المعروض النفطي دورًا في معدل رفع أو خفض شركة أرامكو السعودية أسعار بيع الخام العربي الخفيف، إذ تنعكس محدودية المعروض على تراجع معدل التسعير حال تفوُّق الأسعار الفورية على أسعار العقود الآجلة للأشهر اللاحقة.
وقد يكون فارق التسعير إشارة إلى انخفاض المعروض مقابل زيادة الطلب، إذ كشف مؤشر العقود طبقًا لخام دبي القياسي في الشرق الأوسط زيادة الفارق بين أسعار العقود الفورية والآجلة بنحو 43 سنتًا للبرميل في يوليو/تموز.
ويبدو أن التأثير طال -أيضًا- أسعار الخام العربي الخفيف جدًا، الذي عادةً ما يرتبط بتسعير خام مربان الإماراتي خفيف الكبريت، وواجهت أسعار خام مربان ضغوطًا في يوليو/تموز.
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply