اقتربت شركة أدنوك الإماراتية خطوة أخرى من تحقيق هدفها لإنتاج النفط البالغ 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027، وهو ما يمثّل تقريبًا كل الطاقة الإنتاجية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتمتلك شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” (Adnoc) نحو 4.65 مليون برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية للنفط الخام، وقد جرت تجربتها واختبارها، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعدّ هذه الزيادة بمثابة “طاقة احتياطية جاهزة في حالة زعزعة استقرار الأسواق بأيّ حدث مستقبلي”، بحسب ما نقلته منصة “آرغوس ميديا” (Argus Media)، عن أحد المصادر، ردًا على سؤال حول زيادة الطاقة الإنتاجية لأدنوك، بالنظر إلى التزام الإمارات باتفاق تحالف أوبك+.
خطة أدنوك لزيادة إنتاج النفط
أشارت التوجيهات السابقة من مصادر إماراتية في يوليو/تموز إلى أن الطاقة الإنتاجية لشركة أدنوك الإماراتية تبلغ 4.5 مليون برميل يوميًا.
وحدّدت الشركة هدف الـ5 ملايين برميل يوميًا في عام 2018، عندما كانت الطاقة الإنتاجية لدولة الإمارات تُقدَّر بـ3.5 مليون برميل يوميًا، حسب الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.
وفي ذلك الوقت، قالت، إنها تهدف إلى الوصول لهذا الإنجاز بحلول عام 2030، ولكن في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قدّمت الجدول الزمني بمقدار 3 سنوات.
وقد دفعت الإمارات من أجل زيادة حصتها الإنتاجية داخل تحالف أوبك+، وفي يونيو/حزيران 2023، حصلت على زيادة إنتاجها إلى 3.219 مليون برميل يوميًا في عام 2024، من 3.019 مليون برميل يوميًا المتفق عليها بموجب اتفاق أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وقدّم تحالف أوبك+، في يونيو/حزيران 2023، آلية، إذ ستعمل شركات التدقيق الدولية، بحلول نهاية يونيو/حزيران 2024، على تقييم وتحديد القدرات الإنتاجية للدول بشكل مستقل.
ومع وجود آلية جديدة، فإن أيّ مناقشات مستقبلية حول الحصص ستكون أسهل، بحسب ما نقلته “آرغوس ميديا” عن أحد المصادر.
سياسة تحالف أوبك+
من جانبه، صرّح وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي بأن بلاده لن تسعى إلى زيادة أخرى في خط الأساس لإنتاجها داخل تحالف أوبك+ قبل عام 2025، على الرغم من زيادة طاقتها الإنتاجية.
وقال الوزير، على هامش مؤتمر أديبك 2023 في أبو ظبي، إن هناك “آليات جديدة” ستُستعمل بدءًا من عام 2025 لتحديد خطوط الأساس لإنتاج النفط، لكنه أضاف “نحن مستعدون لعام 2024″، بحسب ما نقلته منصة “إنرجي إنتليجنس” (Energy Intelligence).
وفي ظل الوضع الحالي، من المقرر أن تنتهي تخفيضات الإنتاج الحالية للتحالف في نهاية العام المقبل (2024).
ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في عام 2024، بعد تمديد الخفض الطوعي لـ 9 دول:
وأكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي أن تحالف أوبك+ لا يستهدف سعرًا محددًا للنفط، بل إنه يعمل على استقرار الأسواق بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حدّ سواء.
وقال المزروعي: “يبذل أوبك+ قصارى جهده للحفاظ على توازن العرض والطلب، وإن قراراته لا تنفصل أبدًا عن الواقع”، خلال مشاركته في فعاليات أديبك 2023.
وتابع: “ما دام هناك طلب، فلدينا القدرة على الإنتاج، لأننا المنتجون الأقلّ تكلفة، ونهتم بأن يكون السعر مناسبًا للمستهلكين، ولكن السعر المناسب للمستهلكين لمدة محدودة فقط هو أمر قصير النظر”.
كما أشار المزروعي إلى أن بلاده قررت تسريع خطّتها لزيادة إنتاج النفط إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027، بهدف تعويض الإمدادات المفقودة من قبل المنتجين الآخرين.
أول وحدة لالتقاط الكربون في العالم
في سياقٍ آخر، تعتزم شركة أدنوك الإماراتية تركيب وحدة لالتقاط الكربون بقدرة 10 أطنان يوميًا، في مصنع للأسمدة النيتروجينية مملوك لشركة فيرتيغلوب (Fertiglobe).
وأعلنت أدنوك فيرتيغلوب -في بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه- بدء التطبيق التجريبي لأول وحدة معيارية لالتقاط الكربون في العالم تستعمل تقنية “CycloneCC”، بمصنع فيرتيغلوب في مجمع الرويس الصناعي بأبوظبي، خلال الشهر المقبل.
وصُمِّمَت هذه التقنية، التي طوّرَتها شركة “كربون كلين” (Carbon Clean) البريطانية، بهدف خفض تكاليف عمليات التقاط الكربون من مصدر الانبعاثات داخل المنشآت الصناعية.
وتسهم وحدة التقاط الكربون في تعزيز قدرة مشروع أدنوك الحالي لالتقاط الكربون واحتجازه بطبقات المياه الجوفية الكربونية في المناطق البرية في أبوظبي، وفق ما جاء في البيان الصادر اليوم الثلاثاء (3 أكتوبر/تشرين الأول 2023).
وجاء إعلان اليوم دعمًا للقرار الذي اتخذته أدنوك مؤخرًا بمضاعفة هدف رفع قدرتها على التقاط الكربون، لتصل إلى 10 ملايين طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون.
وضمن إستراتيجيتها الموسّعة لإدارة الكربون، تهدف أدنوك إلى إنشاء منصة فريدة تربط جميع مصادر الانبعاثات ومواقع احتجاز الكربون، للإسهام في تسريع تحقيق أهداف دولة الإمارات وأدنوك في مجال خفض الانبعاثات.
تأسست شركة فيرتيغلوب -وهي شركة منتجة وموزعة للأسمدة النيتروجينية والأمونيا- بوصفها شراكة إستراتيجية بين شركتي أدنوك وأو سي آي (OCI) في سبتمبر/أيلول 2019.
وقد دعم منتجو النفط والغاز، بما في ذلك دولة الإمارات المضيفة لمؤتمر المناخ كوب 28، تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه لمعالجة الانبعاثات، لكن بعض الدول قالت، إن هذه التكنولوجيا ليست بديلًا عن الخفض الكبير في استهلاك الوقود الأحفوري.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply