قرر مجلس إدارة شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، خلال اجتماعه السنوي برئاسة الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، زيادة المبلغ المخصص للاستثمار في مشروعات خفض الانبعاثات والحلول والتقنيات منخفضة الكربون، ليصل إلى 84.4 مليار درهم (23 مليار دولار).
وستشمل مجالات الاستثمار تطوير وتنمية أعمال الشركة محليُا ودوليًا في مجال إدارة الكربون، وتعزيز جهود عملاقة النفط الإماراتية في خفض انبعاثات أعمالها والشركات المتعاملة معها، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
كانت “أدنوك” قد خصصت خلال العام الماضي بشكل أوّلي نحو 55 مليار درهم (15 مليار دولار) لتطوير مجموعة من المشروعات التي تشمل تنفيذ استثمارات في التقاط الكربون وتخزينه، وزيادة الاعتماد على الكهرباء النظيفة لتشغيل عملياتها، وتحسين كفاءة الطاقة، وتطوير تدابير جديدة تُعزز من جهود الشركة في مجال الحدّ من عمليات حرق الغاز.
تنويع قطاع الطاقة
أكد الشيخ محمد بن زايد أن الإمارات مستمرة في خططها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة والمتكاملة، وأنها ماضية في تطوير قدراتها وخبراتها وتنويعهما في قطاع الطاقة، لأنه العمود الفقري لجهود التنمية وخططها، مع التركيز على الاستدامة وخفض الانبعاثات.
ووجّه خلال الاجتماع إلى تحقيق النمو في قطاعات أعمال “أدنوك” المتنوعة، وتوفير إمدادات آمنة وموثوقة من الطاقة بشكل مسؤول، لدعم تحقيق انتقال منظّم وعادل ومنطقي ومسؤول في قطاع الطاقة العالمي، خلال استمرارها في تنفيذ نقلتها النوعية، وخفض انبعاثات عملياتها، وضمان مواكبة أعمالها للمستقبل.
وثمّن الرئيس الإماراتي جهود الشركة في مضاعفة قدرتها على إنتاج الطاقة المتجددة 3 مرات عبر حصتها في شركة “مصدر”، واتخاذها إجراءات عملية ملموسة لتحقيق أهدافها المرحلية لعام 2030، والمتمثلة في خفض كثافة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 25%، وتحقيق صافي انبعاثات قريبة من الصفر من غاز الميثان، مؤكدً التزام الإمارات طويل المدى بدعم أمن الطاقة العالمي والإسهام في بناء مستقبل أكثر استدامة.
أطروحات أدنوك
اطّلع مجلس إدارة شركة بترول أبوظبي الوطنية خلال الاجتماع على تفاصيل عمليتي الطرح العام الأولي اللتين نفّذتهما الشركة على أسهم شركتين تابعتين لها، وحققتا طلبًا قياسيًا، بجانب أول استثمارات دولية للشركة خلال عام 2023.
ووجّه المجلس بإعطاء الأولوية لاستمرار تنفيذ النقلة النوعية لتطوير الشركة وتحديثها ومواصلة بناء الشراكات واستكشاف فرص النمو الدولي لضمان مواكبة أعمال الشركة للمستقبل، وتحقيق القيمة على المستويين الوطني والمحلي.
وكانت “أدنوك” قد أعلنت، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إبرامها اتفاقية بيع وشراء تستحوذ الشركة بموجبها على إجمالي حصة “أو سي أي” في شركة “فيرتيغلوب”، في خطوة تدعم إستراتيجية الشركة الطموحة لتنمية أعمالها في مجال الكيماويات، وتعزز خططها لإنشاء منصة نمو عالمية لإنتاج الأمونيا، التي تعدّ وقودًا منخفض الكربون وناقلًا للهيدروجين الذي يُتوقع أن يسهم بدور محوري مهم خلال مرحلة الانتقال في قطاع الطاقة.
واستعرض المجلس جهود الشركة في الوصول إلى هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2045، وتحقيق الريادة على مستوى القطاع، ووجّه الشركة لتطبيق أحدث التقنيات الرائدة لتسريع جهود خفض الانبعاثات، والتوسع في استعمال مصادر الطاقة المتجددة وتطوير الحلول منخفضة الكربون لدعم تحقيق هذا الهدف.
النمو الاقتصادي
أكد المجلس دور “أدنوك” بوصفها محفّزا للنمو الاقتصادي والصناعي في الإمارات، واعتمد هدف الشركة بإعادة توجيه 178 مليار درهم (48.46 مليار دولار) إلى الاقتصاد الوطني خلال السنوات الـ5 المقبلة، استنادًا إلى نجاحها في إعادة توجيه 41 مليار درهم (11.16 مليار دولار) إلى الاقتصاد الوطني ضمن برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة خلال عام 2023.
ونوّه المجلس بتركيز الشركة على دعم مبادرة “اصنع في الإمارات”، عبر تشجيع التصنيع المحلي للمنتجات الصناعية الأساسية ضمن سلسلة التوريد لأعمال ونشاطات الشركة.
وكانت “أدنوك” قد وقّعت منذ عام 2022 اتفاقيات مع شركات محلية ودولية بقيمة 62 مليار درهم (16.88 مليار دولار)، مما سيمكّنها من تسريع تحقيق هدفها المتمثل في شراء منتجات يمكن تصنيعها محليًا بقيمة 70 مليار درهم (19.06 مليار دولار)، ضمن خطط مشترياتها بحلول عام 2027.
إنجازات أدنوك
حققت “أدنوك” خلال عام 2023 العديد من الإنجازات والخطوات المهمة، إذ أنجزت اكتتابين أوّليين لحصّة أقلية من أسهم شركتي “أدنوك للغاز” و”أدنوك للإمداد والخدمات”، وكان اكتتاب “أدنوك للإمداد والخدمات” الأعلى طلبًا في العالم لعام 2023، بينما كان اكتتاب “أدنوك للغاز” الأكبر في العالم خلال الربع الأول من 2023.
واستثمرت الشركة في مشروع “حبشان” الذي يُعدّ أحد أكبر مشروعات التقاط الكربون وتخزينه واستعماله في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأعلنت قرار الاستثمار النهائي لمشروع تطوير حقلي “الحيل” و”غشا” البحري، وهو الأول عالميًا الذي يهدف إلى العمل بصافي انبعاثات صفرية.
كما أعلنت “أدنوك” عزمها الاستحواذ على حصة 30% في حقل غاز “أبشيرون” في أذربيجان، لدعم استراتيجية الشركة للنمو الدولي.
وكشفت “أدنوك” عن أدائها في مجال خفض الانبعاثات لعام 2022، والذي أكد مكانتها الرائدة ضمن منتجي النفط والغاز الأقل من حيث كثافة الانبعاثات من عملياتها في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج على مستوى العالم.
وكانت الشركة قد وضعت برنامجًا طموحًا لإدارة التقاط الكربون يشمل مضاعفة هدفها لالتقاط وتخزين الكربون، ليصل إلى 10 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030، أي ما يعادل التخلّص من انبعاثات مليوني سيارة تعمل بالبنزين سنويًا.
ومن خلال امتلاكها حصة في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، تدعم “أدنوك” هدف “مصدر” بالوصول بقدرتها الإنتاجية إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030.
يُذكر أن “أدنوك” تعمل على تسريع خفض كثافة الانبعاثات الكربونية من عملياتها بنسبة 25% بحلول عام 2030، عبر الاستثمار في الحلول منخفضة الكربون، بما يشمل الحصول على 100% من احتياجات شبكتها الكهربائية عن طريق الكهرباء المُنتجة من مصادر الطاقة النظيفة منذ بداية عام 2022، وربط عملياتها البحرية بالشبكة الكهربائية، من خلال مشروع بقيمة 14 مليار درهم (3.81 مليار دولار) من المتوقع أن يسهم عند استكماله في خفض الأثر البيئي لعملياتها البحرية بنسبة 50%.
كما تعمل “أدنوك” على تطوير حلول قائمة على الطبيعة من خلال خطّتها الهادفة إلى زراعة عشرة ملايين شجرة قرم بحلول عام 2030، إذ زرعت الشركة حتى الآن أكثر من مليوني شتلة بأماكن مختلفة في أبوظبي، من ضمنها 200 ألف بذرة نُثرَت باستعمال تقنية الطائرات دون طيار “الدرونز”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply